«منذ أحببتُكِ والعالَم بأسره لكِ أنتِ. ولذا، فأنا لم أهبكِ شيئًا. وإنَّما بالكاد رددتُه لكِ. لا أترقَّب منكِ مقابلًا. وعلى الرَّغم من كلّ شيء، فإنَّ رسالتي تطلب ردًّا، على الطريقة القديمة: إن كنتُ أروق لكِ، إن كنتِ تبادلينني الإعجاب، فاطْوِي طرف الرسالة وردّيها إليَّ غدًا».
في اليوم التالي، لم تتطرَّق لوزيليا إلى الأمر. لم تجلب الرِّسالة، ولم تنبس بكلمة واحدة. ليس لها أن تتخيَّل كم آلمتني بما أبدته من عدم اكتراث. كان يجدر بي أن أملك زمام نفسي، ولكنِّي لم أستطِع:
ـ ألم تطوي الرِّسالة؟
هزَّت رأسها نافيةً. فأخفيتُ الألم الذي أحدثه الصدّ في ذاتي. كم تتَّسع نفوسنا لدفن تلك الميتات الصغيرة التي نموتها! قطعنا الأروقة جنبًا إلى جنب، في صمت بارد بقدر برودة المصحَّة النَّفسيَّة ذاتها. وفيما أنا خارج، طلبَت منِّي لوزيليا:
ـ لا تنقطع عن زيارة المستشفى، من فضلك. فأخوك ليس له سواك.
اعترفات شرسة > اقتباسات من رواية اعترفات شرسة > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب