إنّ كبت المشاعر، وقدرًا من التحفظ ومن الحرص على مراقبة النفس، أمور تنتمي كلّها إلى الحب تمامًا مثلما تنتمي إليه -بكل تأكيد- القدرة على البوح الصريح. فالشخص الذي لا طاقة له على تحمّل الأسرار، الذي يفصح باسم «الحرص على الصدق» عن معلومات جارحة إلى حدٍّ يجعل الطرف الآخر غير قادر على نسيانها، ليس شخصًا صديقًا للحب. وإذا اشتبهنا (هذا ما يحدث كثيرًا إذا كانت علاقتنا قيّمة فعلًا) في أن شريكنا يكذب أيضًا (ما تفكّر فيه، أو رأيه الحقيقي في عملنا، أو أين كانت ليلة أمس…)، فإننا نحسن صنعًا إذا امتنعنا عن التصرّف معه، أو معها، مثلما يتصرّف مُستنطق لا يعرف الشفقة. قد يكون أكثر حكمة ولطفًا، وأقرب إلى روح الحب الحقيقية، أن نتظاهر بأننا لا نلاحظ شيئًا.