كنت مُتعبًا جدًّا هذا الصباح من قلة النوم. ربما كان من الأفضل لي أن أستقر على النوم في الفيلَّا المهجورة في شارع أجا حيث الهدوء. من ناحية أخرى فقد ظهرت لديَّ مشكلة غريبة، أو ربما هي ليست شيئا غريبا لدى الكلاب. كنت أريد أن أهرش بشدة في ظهري. أخذت أحك ظهري بإحدى قائمتيَّ الخلفيتين، لكني لم أستطع الوصول إلى الجزء المطلوب، فأخذت أحكه في أحد الأشجار. إنه برغوث. لا شك أنه برغوث. لا بد أنه انتقل إليّ من أحد أولاد البوَّابين الذين كانوا يلعبون في الحديقة أمس. لا أعرف لمَ تحب البراغيث الكلاب إلى هذا الحد. هناك مقولة إنجليزية تقول إنك إذا نمت مع الكلاب فإنك ستستيقظ مع البراغيث. يمكنك ألا تنام مع الكلاب كي تبتعد عن البراغيث، لكن ماذا تفعل إذا كنتَ أنتَ الكلب؟ ليست لديَّ مشكلة في أن يكون هذا برغوثا. المصيبة لو كانت قرادة. إن التخلص من القراد في صعوبة التخلص من دكتاتور من أمريكا اللاتينية. كان لديَّ صديق يهوى تربية الكلاب وقد أصيب كلبُه بالقراد. بعد إصابة الكلب أصيبت أم صديقي بالذعر وأجبرته على تسريح الكلب وأقسَمَتْ ألا يدخل إلى المنزل مرة أخرى. سرّح صديقي كلبَه وهو يبكي. لم أستطع أن أتعاطف معه وقتها. الآن أستطيع أن أشعر به، بل وأن أشعر بالكلب أيضًا. كانت أضلعي لا تزال تؤلمني منذ الركلة التي تلقيتها من موظف متجر العجيل، لكنني كنت أتجاهل الألم باستمرار. لم يكن ينقصني سوى هذا الهرش أيضًا!
الساحرة والكلب > اقتباسات من رواية الساحرة والكلب > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب