، وكانت نظريته أن الخطَّ المستقيم أسهل الطُّرُق للوصول، وأن اللفَّ والدوران مضيعة للوقت، واستخفاف بالآخر، لذلك كان يكره الكذب، ليس من منطلق أخلاقي، ولكنْ، من منطلق عملي، وكان يرى الكذب تعطيلاً للحياة، و(هي) لم تفهم ذلك، ولذلك كانت تلفُّ حول المعنى، وكانت تكسو بالغموض حياتها، وكانت تُمرِّر أنصاف الحقيقة وأنصاف الكلمات، ثمَّ فهم (هو) أن (هي) تسعى للخسارة، وكانت تظنُّ أنه لا يفهمها، وكانت تدَّعي قدرتها على الخسارة، لكنها لا تُقدِم على ذلك إلَّا بتوافر ربح بديل، فكانت تُحبُّ الهدم، لكنها لا تُقدِم على الهدم قبل توافر بناية أخرى، ومن هنا أدخلتْهُ في حياتها حين قرَّرت أن تهدم بناية حياتها، لكنها استخدمت كلمات في غير محلِّها، فحين تحدَّثت عن الحُبِّ، كانت تريد الرفقة، وحين تحدَّثت عن الحُبِّ الأبدي وبناء حياة مشتركة، كانت تروم هدم بناية حياتها مع شخص يساعدها على الهدم والبناء، إذ لا تفعل شيئاً عفو الخاطر، ولا تعرف التلقائية، لأن كلَّ ما تفعله الآن تخطِّط له منذ شهور أو سنين، تخطِّط (هي) على مهل وبصبر، لأنها لا تؤمن بالعواطف، ولا تقبل الخسارة، ولا ترى في البشر إلَّا أدوات لِنَزْق وتحقيق آمال. ربَّما طريقتها في الحياة طريقة الأذكياء، لكنْ، (هو) يُحبُّ الصادقين أكثر ممَّا يُحبُّ الأذكياء، ربَّما كانت طريقتها في الحياة تصلح مع أشخاص آخرين، لكنه كان يقظاً، كيلا يقع في الفخِّ، ومن أن يتحوَّل إليها، وكان أذكى من أن يغدوَ ماريونت في يد أحد خاصَّة لو كان الأحد شخصاً مثلها، وكان يراها محدودة الذكاء، محدودة الموهبة، محدودة التأثير، وكانت فتاة عادية
مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية > اقتباسات من رواية مملكة مارك زوكربيرج وطيوره الخرافية > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب