فتحت الباب على مصراعيه، طردت الكثير من الشعراء والرواة والمفكرين. بعض الكتب تصبح، بعد قراءتها، جثثًا مركونة على الرفوف، تغري العثة اللامرئية بالتوالد بين الأوراق الصفراء. كما أن أغلب الكتابات تصيب بالإحباط وتلوث أذواق القراء.
غيرت مكان الكومبيوتر، وضعته في مكان أكثر ضوءًا، قرب النافذة، لعله يغير معطياته وتصبح كتاباتي أكثر إشراقًا وتخففًا من سوداوية اللغة. أفرغت سلة المهملات من نصوص مبتورة ورسائل لم ترسل ثم تركتها تنزلق إلى الشارع.
اعتدلت المكتبة في الفراغ، وصفا الهواء. تهورت، وهو ما ليس من طبيعتي، وتماديت، فغيرت المشهد خارج الغرفة، تدخلت في تدبير الرب.. بضربة فرشاة، مسحت الغيم بالأزرق، وخبأت جروح السماء. ورسمت قوس قزح من أجل الأطفال. لوحت للنهر بشحنة دفء، فجرى في أوصاله صبيب ماء. شذبت أقرب شجرة إلى الشرفة، كي لا يظل حجاب بيني وبين الله. أمرتُ لقلاق الصومعة المقابلة بفرد جناحيه وبالوقوف على قدميه الاثنتين، لأن وقوفه بقدم واحدة لا يليق بعالم جميل ورائق كهذا.
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب