بكيت وقلت إن الحياة لا تستحق الحياة من دونه. كل هذه الليالي، كل هذا الألم الذي مزَّق أحشائي. كل الفوضى التي ألقيت نفسي فيها. كل هذا راح بكلمات قليلة من هذا الرجل. كيف يمسح الحب الألم لهذه الدرجة؟ وبهذه السرعة؟ وكيف أعود الآن فجأة وأسمع صوت أم كلثوم تغني في رأسي مرة أخرى؟ أكاد أجن من نفسي. أحَّا، لا، لا أوافق على ما أفعله هذا. لا، ليس ثانية، لكني أزيح أفكاري السوداء بظهر كفي وأمضي قدمًا: نعم، طبعًا أحبك، طبعًا ما زلت أحبك، ولم أحب سواك. وطبعًا تعود الألوان إلى الدنيا، وتمتلئ العيدان الجافة ليونة وخضرة وتزدهر، وتتحرك الأشياء الساكنة ويظهر لها بُعد ثالث لم أكن أراه. تتشكل الدنيا من حولي من جديد كأنها لوحات باهتة تعود إلى الحياة فجأة.
حِكاية فرح > اقتباسات من رواية حِكاية فرح > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب