لا أحتاج إلى وصف الحب. لا أحتاج إلى وصف ضوئه الذي يغمر الدنيا. أو الألوان التي تزدهي فجأة. أو التسامح الذي يملؤني إزاء ما يستفزني، بل ما أكره. أو الرغبة في الغناء والجري. أو التفاؤل الذي يشمل كل شيء. أو عودة الصوت إلى شريط الحياة الصامتة التي أحياها: لم ألاحظ وجود عصافير قرب نافذتي من قبل. أو استماعي لأم كلثوم وكلمات أغانيها التي كانت كلها تتشابه في الماضي:
اللي شفته
قبل ما تشوفك عينيَّ
عمر ضايع يحسبوه ازاي عليَّ!
إنت عمري
إنت عمري اللي ابتدا بنورك صباحه
إنت إنت، إنت عمري
أو الشوق: الشوق الذي يحرق، لرنة رسالة التلفون، لكلمة أو استيكر قبلة، فما بالك برؤيته، بالنظر في عينيه وتلقي هذه النظرة التي تخترقني وتذيبني في مكاني. أو بلمسه. لمس يده. أريد الإمساك به. نطيل مسك أيدينا في السلام قليلًا، نعمق حضن اللقاء والوداع قليلًا، أحيانًا تمتد يده وتلمس جانب يدي وكأنها مصادفة. «أتحرَّق» شوقًا هي الكلمة المعتمدة في اللغة، وهي كلمة مستهلكة لكنها أدق وصف لحالتي. يتحرَّق، كل جزء مني شوقًا للمسه، لاحتضانه، لتقبيله، للغرق فيه ولإغراقه فيَّ. سأموت.. لو لم ألمسه ويلمسني قريبًا، سأموت.. لو لم يأخذني وآخذه سأموت. الشوق يؤلم جسمي، كأن هناك مكوِّنًا ناقصًا في جسدي. ويؤلم غيابه روحي وجسدي. لا، ليس الأمر جنسًا؛ الأمر كريم.
حِكاية فرح > اقتباسات من رواية حِكاية فرح > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب