في الحلم يعيش الوهم حرّاً يتشبَّهُ بالحقائق، أمّا الحلم نفسه فيمضي في مساراتٍ خفيّةٍ في مدينة العقل الشاسعة، يتلمّس دروبَهُ بين آلاتها الجبّارة، ثم يندثر في قاع الذاكرة. فإن أحيَتْ الذاكرةُ الحلمَ عاش للأبد، وإن ألْقَتْهُ في أوديَتِها السِّريّة اندَثَرَ في هاوية النسيان. في الحُلْمِ نرى صوراً ملوَّنَةً أو شاحبةً تنبثق بإيعازٍ من وحش اللاوعي البدائي، صوراً تتشكَّلُ وتتجاوَرُ أو تقفِزُ لتقولَ جُمَلاً بلا معنى أو تهذِرَ بالخرافة، ووقتما نصحو تلعب الذاكرة بالحلم كما تشتهي، فتُزيحُ وتُضيفُ وتترُكُ إمّا نقشاً في الروح لا يذهب، أو تُغَيّبُ ما كان حلماً في متاهة العدم، ليُصْبِحَ وهماً لا وجود له
قارئة القطار > اقتباسات من رواية قارئة القطار > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب