فإنه كما يرحل الإنسان من جوٍّ إلى جوٍّ غيره، ينقله الأدب من حياته التي لا تختلف إلى حياة أخرى فيها شعورها ولذتها وإن لم يكن لها مكان ولا زمان؛ حياةٍ كملتْ فيها أشواقُ النفس؛ لأن فيها اللذات والآلام بغير ضرورات ولا تكاليف؛ ولَعَمْري ما جاءت الجنة والنار في الأديان عبثًا؛ فإن خالق النفس بما ركَّبه فيها من العجائب، لا يحكم العقل أنه قد أتمَّ خلْقَها إلا بخلق الجنة والنار معها؛ إذ هما الصورتان الدائمتان المتكافئتان لأشواقها الخالدة إن هي استقامت مُسدَّدة٤أو انعكست حائلة.