وما برح التقليد السخيف لا يعرف له بابًا يلِجُ منه إلى السُّخَفاء إلا باب التهاون والتسامح؛ ونحن قوم ابتُلِينا بتزوير العيوب على أنفسنا وعدِّها في المحاسن والفضائل، من قِلَّة ما فينا من الفضائل والمحاسن، وبهذه الطبيعة المعكوسة نُحاوِل أن نقتبس من مزايا الأوروبيين، فلا نأخذ أكثر ما نأخذ إلا عيوبهم، إذ كانت هي الأسهلَ علينا، وهي الأشكلَ بطبعنا الضعيف المتسامح المتهاون.