من معلقة زهير
وَمَنْ لا يُصانِع في أمورٍ كثيرةٍ ** يُضَرَّس بأنيابٍ ويُوطأ بِمَنْسِمِ
مَنْ يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبْخَلْ بفضلهِ ** على قومهِ يُسْتَغنَ عنه وَيُذْمَمِ
وَمَنْ لا يَذُدْ عن حوضهِ بسلاحِهِ ** يُهَدَّم وَمَنْ لا يَظْلمِ الناس يُظْلَمِ
وَمَنْ هابَ أسبابَ المنايا يَنَلْنَهُ ** ولو رامَ أسبابَ السماءِ بِسُلَّمِ
وَمَنْ يَعصِ أطرافَ الزِّجَاجِ فإنهُ ** يطُيعُ العوالي رُكِّبَتْ كلَّ لَهْذَمِ
الزّجاج: جمع زُجّ، وهو أسفل الرمح. والعوالي: جمع عالية، وهي أعلى الرمح التي يكون فيها السِّنان. واللهذم: الحادّ، وهذا تمثيل: اي من لا يقبل الأمر الصغير يضطره الأمر إلى أن يقبل الأمر الكبير، وقتل أبو عبيدة: وعنى هذا التمثيل، أن من لا يقبل الصلح وهو الزج الذي لا يقاتل به فإنه يطيع الحرب وهو السنان الذي يقاتل به.
وَمَنْ يُوفِ لا يُذْمَمِ ومن يُفِضْ قَلبهُ ** إلى مطمئِنِّ البًرِّ لا يَتَجَمْجَمِ
يفض: يصبر يطمئن
يتجمجم: يتردد
وَمَنْ يَجعل المعروفَ مِنْ دون عِرْضِهِ ** يَفِرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
يَفِرْهُ: لا ينقصه
وَمَنْ يَجْعَلِ المعروفَ في غيرِ أهلهِ ** يَعُدْ حَمْدُهُ ذَمَّاً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يحسب عَدُّواً صديقَهُ ** وَمَنْ لا يُكَرِّم نَفْسَهُ لم يُكَرَّمِ
وَمَنْ لا يَزَلْ يَسْتَرْحِلِ الناسَ نَفْسَهُ ** ولا يُعفها يوماً من الذلِ يُسأمِ
ومهما تَكُنْ عند امرئ خَليقةٍ ** وإن خالها تَخْفى على النَّاسِ تُعْلَمِ
جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام 1/ 2 > اقتباسات من كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام 1/ 2 > اقتباس
مشاركة من khaled suleiman
، من كتاب