وقال الشيخ: تأمَّلوا، اعجبوا من حكمة النبوة ودقتها وبلاغتها؛ أيقال في المرأة المحِبَّة لزوجها المفتتنة به المعجبة بكماله: إنها أطاعته واعترفت بحقه؟ أَوَلَيس ذلك طبيعة الحب إذا كان حبًّا؟ فلم يبقَ إذن إلا المعنى الآخر، حين لا تصيب المرأةُ رجلَها المفصَّلَ لها، بل رجلًا يسمى زوجًا؛ وهنا يظهر كرم المرأة الكريمة، وها هنا جهاد المرأة وصبرها، وها هنا بذلها لا أخذها؛ ومن كل ذلك ها هنا عملها لجنتها أو نارها.
فإذا لم يكن الرجل كاملًا بما فيه للمرأة، فلتُبْقِهِ هي رجلًا بنزولها عن بعض حقها له، وتركها الحياة تجري في مجراها، وإيثارها١٤الآخر
ة على الدنيا، وقيامها بفريضة كمالها ورحمتها، فيبقى الرجل رجلًا في عمله للدنيا، ولا يُمْسَخُ طبعُه ولا ينتكس بها ولا يَذِلُّ، فإن هي بَذَأَتْ وتسلَّطت وغلبت وصرَّفت الرجل في يدها، فأكثر ما يظهر حينئذٍ في أعمال الرجال من طاعتهم لنسائهم، إنما هو طيش ذلك العقل الصغير وجُرْأَتُه، وأحيانًا وقاحته؛ وفي كل ذلك هلاك معاني الرجولة، وفي هلاك معاني الرجولة هلاك الأمة!
وحي القلم > اقتباسات من كتاب وحي القلم > اقتباس
مشاركة من عبد المنعم ادم
، من كتاب