ولقد تزوَّج رسول اللهﷺبعضَ نسائه على عشرة دراهم وأثاث بيت، وكان الأثاث: رحى يد، وجرَّة ماء، ووسادة من أدمٍ حشوها ليف، وأولم على بعض نسائه بمُدَّين من شعير، وعلى أخرى بمدَّين من تمر ومدَّين من سَوِيق.١٨وما كان بهﷺالفقر، ولكنه يشرِّع بسنَّته ليُعلِّم الناس من عمله أن المرأة للرجل نفسٌ لنفس، لا متاعٌ لشاريه؛ والمتاع يقوَّم بما بُذِلَ فيه إن غاليًا وإن رخيصًا، ولكن الرجل يُقَوَّمُ عند المرأة بما يكون منه؛ فمهرها الصحيح ليس هذا الذي تأخذه قبل أن تُحمَل إلى داره، ولكنه الذي تجده منه بعد أن تُحمَل إلى داره؛ مهرها معاملتها، تأخذ منه يومًا فيومًا، فلا تزال بذلك عروسًا على نفس رجُلها ما دامت في معاشرته. أما ذلك الصداق من الذهب والفضة، فهو صداق العروس الداخلة على الجسم لا على النفس؛ أفلا تراه كالجسم يهلك ويبلى؟ أفلا ترى هذه الغالية — إن لم تجد النفس في رَجُلها — قد تكون عروسَ اليوم ومطلقةَ الغد؟!
وحي القلم > اقتباسات من كتاب وحي القلم > اقتباس
مشاركة من عبد المنعم ادم
، من كتاب