نسي الشاب أنه «أفندي» سيتقدم إلى «باشا»، وأعماه الحبُّ عن فرقٍ بينهما؛ وكان سامي النفس، فلم يدرك أن صغائر الأمم الصغيرة لا بدَّ لها أن تنتحل السمو انتحالًا، وأن الشعب الذي لا يجد أعمالًا كبيرة يتمجَّد بها، هو الذي تُخترع له الألفاظ الكبيرة ليتلهَّى بها؛ وأنه متى ضعف إدراك الأمة، لم يكن التفاوت بين الرجال بفضائل الرجولة ومعانيها، بل بموضع الرجولة من تلك الألفاظ؛ فإن قيل «باشا» فهذه الكلمة هي الاختراع الاجتماعي العظيم في أمم الألفاظ، ومعناها العلمي: قوة ألف فدان أو أكثر أو أقل؛ ويقابلها مثلًا في أمم الأعمال الكبيرة لفظ «الآلة البخارية»، ومعناها العلمي: قوة كذا وكذا حصانًا أو أقل أو أكثر!
وحي القلم > اقتباسات من كتاب وحي القلم > اقتباس
مشاركة من عبد المنعم ادم
، من كتاب