ثم عادت وقالت: «هؤلاء البشر الذين يجيئون من الأبدية ويعودون إليها قبل أن يذوقوا طعم الحياة الحقيقية لا يمكنهم أن يدركوا كُنْهَ أوجاع المرأة عندما تقف نفسها بين رجل تحبهُ بإرادة السماء، ورجلٍ تلتصقُ به بشريعة الأرض.
هي مأساة أليمة مكتوبةٌ بدماء الأنثى ودموعها، يقرؤها الرجل ضاحكا؛ لأنه لا يفهمها وإن فهمها انقلب ضحكُه فجورًا وقساوةً، وأنزل على رأس المرأة من غضبه نارًا وكبريتًا وملأ أذنيها لعنًا وتجديفًا، هي رواية موجعة تمثلها الليالي السوداء بين ضلوع كل امرأة تجد جسدها مقيَّدًا بمضجع رجل عرفته زوجًا قبل أن تعرف ما هي الزيجة، وترى روحها مرفرِفَةً حول آخر تحبه بكل ما في الروح من المحبة، وبكل ما في المحبة من الطهر والجمال، هو نزاع مخيف قد ابتدأ منذ ظهور الضعف في المرأة والقوة في الرجل، ولا ينتهي حتى تنقضي أيام عبودية الضعف للقوة.
مشاركة من أنثى الكتب💜
، من كتاب