راقبتْ ليلى كلَّ جماعةٍ تحمل شعاراتِها، وكلَّ جماعةٍ منفصلةٍ قليلًا عن غيرها. وبينما كانت المسيرة منطلقةً إلى أمام، انساب إلى سمْعها صوتُ بعض المحتجّين يصرخون ويصبُّون اللَّعناتِ على الآخرين. فتملَّكتها دهشةٌ لا توصف. فهي، حتَّى هذه اللَّحظة، لم تكن تفهم أنَّ الثوريِّين منقسمون على أنفسهم مثلَ هذا الانقسام! فالماويُّون يحتقرون اللينينيِّين، واللِّينينيُّون يتقزَّزون من الفوضويِّين. وكانت ليلى تعرف جيِّدًا أنَّ حبيبها يسير في اتِّجاهٍ آخر مختلفٍ تمامًا: وهو اتِّجاهُ تروتسكي وثورته الدَّائمة. وتساءلتْ إنْ كانت كثرةُ الثوريِّين قد تدمِّر الثورةَ، إلَّا أنَّها في هذه المرَّة أيضًا احتفظتْ بأفكارها
لنفسها.
١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > اقتباسات من رواية ١٠ دقائق و٣٨ ثانية في هذا العالم الغريب > اقتباس
مشاركة من lina abdulla
، من كتاب