وبدأوا يضحكون ضحكا حقيقيا ..
وما كان يأتيهم الضحك إلا بشق الانفس ..
كانوا يضحكون أول الامر وهم فقط يقلـّـدون من يضحكون ..
ثم يحسون أن ما هم فيه يستحق الضحك فعلا فيضحكون ..
ثم يرون أن ما أمامهم فرصة ينعمون فيها بضحك لا ثمن له , وهم ما اعتادوا أمثال تلك الفرص .. فيضحكون لحاضرهم ويختزنون ضحكات اخرى للمستقبل ..
ثم كانوا يتذكرون ما قاسوه فى النهار, وما سوف يبذلونه فى الغد المقبل فيتشبثون بما هم فيه من ساعة أنس , فيضحكون ويغصبون على انفسهم ويضحكون أكثر وأكثر ..
ولا يدوم هذا الى الابد ..
فسرعان ما يمسح عجوز منهم الدمعة الضاحكة عن عينه , ويقول بصوت فيه رنة ندم وكأنه اقترف اثما :
اللهم اجعله خير يا ولاد !
أرخص ليالي > اقتباسات من رواية أرخص ليالي > اقتباس
مشاركة من فريق أبجد
، من كتاب