يريد الله أن نخلق لأنفسنا معنى من السمع والبصر ليس في أذن ولا عين، وأن نزيد في مجموعة أعصابنا الواهنة عصبًا عقليًّا يراه ويسمعه ويدركه ويؤمن به،٣فالإيمان قوة جبَّارة لا تجمع إلا من ردِّ كلِّ أطراف النفس٤المنتشرة إلى عقدتها الروحية، وحَبْسِها أكثر حواسِّها في حس واحد عنيف مؤلم، ووَضْعِ المناعم المضنون بها في ذلك المعنى المفتوح المتهدم الذي لا يمسك شيئًا وهو الزهد، وحَصْرِ الآلام الطاحنة في ذلك المعنى المطبق المتحجر الذي لا يفلت شيئًا وهو الصبر، وردِّ الأخلاق كلها إلى ذلك العنصر الذي يُضيف معنى الحديد إلى معنى اللحم والدم وهو الإرادة، وبعد ذلك كله وَضْع كل شيء إنساني في ضوء من أضواء الكلمة المتألهة المسمَّاة بالفضيلة.
كتاب المساكين > اقتباسات من كتاب كتاب المساكين > اقتباس
مشاركة من ايوب السبيتي
، من كتاب