لكن السؤال يبقى: ما هو الخط الفاصل بين الشجاعة والجبن، بين التماسك والتخاذل ؟
حينما تفتح الصنبور فلا تنهمر المياه كالمعتاد، وحينما تضغط على مفتاح الكهرباء فلا تضاء الغرفة كالمعتاد، وحينما تفتح الثلاجة فلا تجد فيها طعامًا كالمعتاد، وحينما تتجول في الشوارع تبحث عن خبزك اليومي وخضارك اليومي كالمعتاد فلا تجد هذا المعتاد.
حينما تمزق الطائرات الإسرائيلية عاداتك اليومية وأمنك اليومي وتطاردك من بيت إلى بيت ومن مخبأ إلى مخبأ، وتتعلق حياتك ساعتها على الصدفة أو على جزء من الثانية، وحينما تنهار العمارات المجاورة ويدفن تحت أنقاضها العشرات، وحينما تنفجر سيارة ملغمة كنت قد تجاوزتها - بالصدفة - منذ دقائق، وحينما تفكر أنك قد تصاب فلا تجد سيارة اسعاف لتنقلك إلى المستشفى لأنه لا يوجد بنزين - كالمعتاد - أو بلازما أو كهرباء أو لقاح أو مضاد للحيويات أو غرفة معقمة للعمليات.
فحين تواجه كل هذا جميعه في كل صباح، في كل يوم، في كل ساعة، فأين إذن ذلك الحد الفاصل، القاطع ؟!
صباح الخير يا وطن: شهادة من بيروت المحاصرة > اقتباسات من كتاب صباح الخير يا وطن: شهادة من بيروت المحاصرة > اقتباس
مشاركة من Randa Zahran
، من كتاب