ورغم أن الكتب قد تكون ضارة، لكن الروايات أكثر خطورة، فقد تضللك مسالك القصة بسهولة وتقودك إلى عالم القصص الذي يكون فيه كل شيءٍ سلسًا وخياليًا ومفتوحًا على المفاجآت مثل الليالي الظلماء في الصحراء، وقبل أن تشعر يمكنها أن تجرفك بعيدًا، وقد تجعلك تفقد الاتصال بالواقع، هذه هي الحقيقة الصارمة والبليدة التي يجب على أي أقلية ألا تحيد عنها كثيرًا كي لا تفقد يقظتها وتأهبها عندما تهب الرياح وتحل أيام عصيبة. ويجب ألا تكون ساذجًا وتعتقد أن الأمور قد لا تصبح سيئة، لأنهم يفكرون بذلك على الدوام، فالخيال سحرٌ آسـرٌ خطير للذين يرغمون على أن يكونوا واقعيين في الحياة، وقد تكون الكلمات سامة للذين كُتب عليهم أن يلوذوا بالصمت دائمًا، فإن كنت من بين الأطفال الناجين ولا تزال تريد أن تقرأ وتجتر، فعليك أن تفعل ذلك بهدوءٍ شديد، وبخوفٍ وسريّة، ويجب ألا تجعل نفسك قارئًا بارزًا. وإذا لم تكن لديك تطلعات وطموحات في الحياة فيجب على الأقل أن تكون لديك رغبات بسيطة، وأن تكبت عواطفك وطموحك، وكأنك لا تمتلك طاقةً وقوة تكفيان لأن تجعلانك إنسانًا عاديًا ...
لقيطة اسطنبول > اقتباسات من رواية لقيطة اسطنبول > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب