في "شارع تركي" مرّت من أمام فندق صغير للمثليين جنسيًا، واجتازت بقالية تبيع سلعًا شرق أوسطية، ثم اجتازت سوقًا تايلانديًا صغيرًا، وشاهدت أناسًا من جميع المشارب يتسكعون على الرصيف، ثم استقلت عربة الترام إلى "التل الروسي"، أسندت جبينها إلى النافذة المكسوّة بالغبارـ وراحت تفكِّر "بالأنا الأخرى" في متاهة "بورخيس" وهي تراقب طبقة الضباب الرقيقة تنجرف بعيدًا في الأفق، فقد كانت "لآرمانوش" ذاتٌ أخرى ، ذات تبقيها بعيدة عنها أينما ذهبت.
كانت تحب أن تعيش في هذه المدينة التي تجعل حيويتها تنبض في جسدها، فمنذ نعومة أظفارها كانت تجد المتعة في المجيء إلى هذه المدينة والإقامة مع أبيها وجدتها "شوشان"، وعلى عكس أمها لم يتزوج أبوها ثانية، مع أنها كانت تعرف أن لأبيها صديقات في الماضي لكنه لم يعرِّفها على أي واحدةٍ منهن، إما لأن علاقته بهن لم تكن جدية، أو لأنه كان يخشى إزعاجها، ويرجح هذا السبب الثاني.
لقيطة اسطنبول > اقتباسات من رواية لقيطة اسطنبول > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب