دمعة وابتسامة > اقتباسات من كتاب دمعة وابتسامة > اقتباس

خيَّم الليل بجنحه فوق المدينة وألبسها الثلج ثوبًا، وهزم البرد ابن آدم من الأسواق

فاختبأ في أوكاره، وقامت الأرياح تتأوَّهُ بين المساكن كمؤبِّن وقف بين القبور الرخامية

يرثي فريسة الموت.وكان في أطراف الأحياء بيت حقير تداعت أركانه وأثقلته الثلوج حتى أوشك أن يسقط، وفي إحدى

زوايا ذلك البيت فراش بالَ عليه محتضر ينظر إلى سراج ضعيف يغالب الظلمة فتغلبه، فتى في ربيع

العمر قد علم بقرب أجل انعتاقه من قيود الحياة فصار ينتظر المنية وعلى وجهه المصفرِّ نور

الأمل، وعلى شفتيه ابتسامة محزنة، شاعر جاء ليفرح قلب الإنسان بأقواله الجميلة يموت جوعًا

في مدينة الأحياء الأغنياء، نفس شريفة هبطت مع نعم الآلهة لتجعل الحياة عذبة، تودع دنيانا

قبل أن تبتسم لها الإنسانية، منازع يلفظ أنفاسه الأخيرة وليس بقربه سوى سراج كان رفيق

وحدته، وأوراق عليها خيالات روحه اللطيفة.

مشاركة من ليلى ، من كتاب

دمعة وابتسامة

هذا الاقتباس من كتاب

دمعة وابتسامة - جبران خليل جبران

دمعة وابتسامة

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب مجّانًا