"ثم ما مصر أصلًا؟ ما أهميتها؟ ما المميز في مسطح رملي أصفر كئيب، ومستنقع من المياه الآسنة يستقر في طرفه؟ لِمَ كان عليك أن تكون إلهًا لمساحة صماء ميتة من الأرض؟ لِمَ كان عليك أن تصنع جمالًا زائفًا في شيء بالغ القبح؟ لِمَ كنت تستمتع بحلب وتعذيب سكان هذا المكان الكئيب؟ لِمَ لا تتركنا وترحل يا أخي؟ حتى حلمك الذي نحن فيه الآن كئيب ممرض، بلا تفاصيل أو معالم أو أي شيء مميز، كتابك فيه حياة أكثر من حلمك البغيض، لِمَ كان علينا أن نمر بكل تلك المصائب حتى نصل إلى الوضع الحالي؟ لِمَ الأحوال كلها جيدة لكننا لا زلنا تعساء؟ ألا ترى أن كل ما يحدث خطأك وحدك وأنك تحمِّل كل من حولك الذنب وحدهم؟ كل هذا لا يجعلك إلهًا، أنت فعلًا لست كذلك، أنت مجرد شيء كريه لا نتمنى له إلا أن يموت مثلنا، كالصراصير."
على لسان الدكتور يعقوب في أحد حواراته مع إسماعيل نوح (خربتو المطلق)
تاريخ آلهة مصر > اقتباسات من رواية تاريخ آلهة مصر > اقتباس
مشاركة من أحمد فولة
، من كتاب