لو أتنفس حريتي كاملة مرة واحدة! هل يضرهم سعادتي بالجنس أو بالجمال أو بالتأمل؟ هل يتألمون من عودتي لصفائي؟ .. وصلت إلى منزلي الصغير في تلك المنطقة المنعزلة على أطراف الجبل وأغلقت من خلفي الباب، لأدخل عالمي دون إزعاج .. النوافذ والأبواب مغلقة، وأنا هنا ملكة وحدي ..
أغمضت عيني .. جلست في تلك الوضعية وقمت بتنظيم أنفاسي، في البداية آلاف الأفكار كانت تهاجم رأسي، وبعد فترة أستطيع أن أجعل من صوت شهيقي وزفيري سيمفونية تملك أذناي، أزداد غوصًا في الأنفاس، حتى يخفت صوتها تدريجيًا ولا يعود شيء سوى الصمت .. بعد مدة طويلة أفقد شعوري بالعالم كله لأغوص في طبقاتٍ عميقة متتالية وأرى الزمن متوقفًا بينما أنا أنتقل من طبقةٍ لأخرى، ومن عالم إلى آخر ..
اليوم رأيتني أركض خلفه بينما هو ينصرف دون أن يراني، أنقسم ويذوب نصفي .. أحاول اجتذابه بحرارتي وذوباني، أنطلق مسرعةً لأحاصره حتى يستسلم لي ويقبل الذوبان فيَّ .. لا يردني خائبةً أبدًا، يعود كلما زادت حرارتي يستسلم لذوباني ونتماهى، يحوِّل اشتعالي إلى أنوار ، فتعود إلى نصفي الواقف وتذوب كلها في ألوان بديعة منطلقة عبر الأكوان تحيط البشر وتنير الظلام .. تنير ظلامي!
انفتحت عيني ووجدتني ساكنة في وسط المنزل، نهضت من جلستي وتفكرت قليلاً في المعجزة اليومية التي أعيشها، لم تعد العجائب والغرائب تذهلني فقد عرفت جيدًا الاستمتاع عالمة أني أصفو بروحي وأسعد بجسدي ..
العالم على جسدي > اقتباسات من رواية العالم على جسدي > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب