الأمر لم يَكن مَحض صُدفة ولا ضربة حظ أصابت نقطة الهدف ، الأمر كان يحتاج الكثير والكثير من التَخلّي !
أن تتخلى عن كل الزوائد التي التصقت بك بلا فائدة مع كل شخص و موقف مَر فيك ومنك.
( التَخلّي أصعب أنواع الوعي).
ستتخلى عن الإجابة عن الكثير من الأسئلة ، عن العلاقات التي لو ضربت بقبضة يدك طاولة واقعك سَتتناثر فقط كالغبار حولك ، ستتخلى وتغلق بابك وهاتفك وأذناك عن كل الضوضاء البشرية ، ستتخلى الى أن تصل بأن تحفظ صوت خطواتك الأخيرة لسريرك قبل أن تنام ، وزر المصباح ، والصوت الذي يصدر و انت تتقلب لجهتك اليمين او اليسار لتنام ، بهذا كله تكتشف بأنك أصبحت سعيداً بأن تكون وحيداً ، وبأنك " تتخلى "
رُغم أن ماكان يقلقك قبلا هو " هذا " ! أنك تحاول أن لا تتخلى حتى لا تُصبح وحيداً ! فتتشبث أكثر و أكثر وتخسر نفسك مضاعفة أكثر فأكثر .
عندما تصل لهذه المرحلة من الوعي ستكتشف أن هناك فرق كبير بين الوحدة والعزلة كما الصمت و السكوت ، وبين أن تنظر للحياة من نافذتك أو من بابك المفتوح لكل الأشياء والأشخاص من دون أن تُتقن كَيف.
جدائل اللوز > اقتباسات من رواية جدائل اللوز > اقتباس
مشاركة من Manal Hussain
، من كتاب