ذلك كان حظي منذ نعومة أظفاري! كان جميع الناس يقرأون في وجهي علامات غرائز شريرة أنا منها بريء وما زالوا يفترضونها فيَّ، حتى نبتت وتأصلت.
كنت خجولا فاتهموني بالمكر، فأصبحت كتوما. وكنت أحس بالخير والشر إحساساً عميقاً، ولكن أحداً لم يعطف عليّ، بل كانوا جميعا يؤذونني، فأصبحت حقوداً أحب الانتقام.
وكنت حزين النفس، وكان الأطفال الآخرون فرحين هدّارين وكنت أشعر أنني فوقهم، فقيل لي أنني دونهم فأصبحت حسوداً.
وكنت مهيأ لأن أحب جميع الناس، فلم يفهمني أحد فتعملت الكره.
لم يكن شبابي الخالي من الفرح إلا صراعاً مع الناس ومع نفسي. خوفاً من الهزء، دفنت أنبل عواطفي في أعماق قلبي، فماتت هنالك.
مشاركة من حَوْرَاءُ الشيّخ
، من كتاب