وذهبت تتلو شعرها على أرمانوسة في صوت حزين يتوجَّع؛ فضحكت هذه وقالت: أنتِ واهمة يا مارية؛ أنسيتِ أن أبي قد أهدى إلى نبيهم بنت «أَنْصِنا»، ٨ فكانت عنده في مملكة بعضها السماء وبعضها القلب؟ لقد أخبرني أبي أنه بعث بها لتكشف له عن حقيقة هذا الدين وحقيقة هذا النبي، وأنها أنفذت إليه دسيسًا ٩ يُعلِمه أن هؤلاء المسلمين هم العقلُ الجديدُ الذي سيضع في العالم تمييزه بين الحق والباطل، وأن نبيهم أطهر من السحابة في سمائها، وأنهم جميعًا ينبعثون من حدود دينهم وفضائله، لا من حدود أنفسهم وشهواتها؛ وإذا سلوا السيف سلُّوه بقانون، وإذا أغمدوه أغمدوه بقانون. وقالت عن النساء: لَأنْ تخاف المرأة على عِفَّتها من أبيها أقرب من أن تخاف عليها من أصحاب هذا النبي؛ فإنهم جميعًا في واجبات القلب وواجبات العقل، ويكاد الضمير الإسلامي في الرجل منهم يكون حاملًا سلاحًا يضرب صاحبَه إذا همَّ بمخالفته.
وحي القلم > اقتباسات من كتاب وحي القلم > اقتباس
مشاركة من عبد المنعم ادم
، من كتاب