وحوَّلت سلمى عينيها نحو الطبيب، وتنهدت بشوق جارح ثم صرخت قائلة:
أعطني ابني لأضمه بذراعي … أعطني ولدي لأرضعه … فنكس الطبيب رأسه وقال والغصات تخرسه: قد مات طفلك يا سيدتي فتجلَّدي وتصبَّري لكي تعيشي بعده.
فصرخت سلمى بصوت هائل، ثم سكتت هنيهة، ثم ابتسمت ابتسامة فرح ومسرة، ثم تهلل وجهها وكأنها
عرفت شيئًا لم تكن تعرفه وقالت بهدوء: أعطني جثة ولدي … قربه مني ميتًا. فحمل الطبيب الطفل الميت ووضعه بين ذراعيها، فضمته إلى صدرها وحوَّلت وجهها نحو الحائط
وقالت تخاطبه: قد جئت لتأخذني يا ولدي. جئت لتدلني على الطريق المؤدية إلى الساحل.
مشاركة من Adil Rfissa
، من كتاب