بدأ غرنوي بتتبع أخبار ما يجري في الحديقة، وراء السور، في الطرف الآخر من المدينة. كما كان هذه المرة مستعدًا لاستقبال العبق، عارفًا ما ينتظره... ومع ذلك، فإنه شمه، حال اقترابه من البوابة الجديدة، في منتصف الطريق إلى تلك البقعة على السور، خفق قلبه وبشدة وشعر بالدم في شرايينه يفور من فرط السعادة: انها ما زالت هناك، تلك النبتة التي لا مثيل لها، صمدت في وجه الشتاء دون ان تتأذى، يملؤها النسغ، وهي تنمو وتفرع اغصانًا رائعة! وعبقها، كما توقع، أصبح أشد، دون أن يفقد شيئًا من بهائه. فما كان قبل عام واحد يفوح كقطرات متناثرة رقيقة، توحَّد الآن في تيار عبق محسوس يتلألأ بالآف الألوان، محافظًا على كل لون منها بانسياب لا ينقطع. وكم كانت سعادته عظيمة عندما تأكد من أن هذا التيار يتغذى من نبع لا ينضب ابدًا.
العطر؛ قصة قاتل > اقتباسات من رواية العطر؛ قصة قاتل > اقتباس
مشاركة من أسماء كمال مروات
، من كتاب