وهذه شجرة الورد تمد جذورها، وتفرز ما يعرض لها، فتختار ما يصلحها وينفعها، وتتقي ما يضرها ويسمها.فليت الناس يسيرون سيرها، ويعلمون أن حولهم غذاءً صالحًا يجب أن ينالوا منه ما وسعهم، وأن حولهم سمومًا يجب أن يتجنبوها ما أمكنهم، وأن أمامهم كئوسًا مختلفة الألوان، مختلفة الطعوم، مختلفة الصلاحية، بعضها شراب صالح وقد يكون مرًّا، وبعضها شراب سام وقد يكون حلوًا، غذاء شجرة الورد سهل يسير، فما عليها إلا أن تحول ما حولها إلى عناصرَ أوليةٍ، فتمتص ما ناسبها وترفض ما خالف طبعها، ولكن غذاء الإنسان في عواطفه وميوله وغرائزه ومشاعره مركب معقد، حتى قد يكون الغذاء داء ودواء معًا، هذا الطموح الحالم يبعث على الجد، وهذا التواضع النبيل يدعو إلى الخمول.
مشاركة من Wafa Bahri
، من كتاب