خلع الأقنعه في المساء ولبسها مجدداً في الصباح أرهقنا كثيراً ، فنحن لا نضع الأقنعة لإننا نملك وجوهاً متعددة كما يعتقد البعض؛ بل لنُخفي أحزاناً تآكلت على وجوهنا ورسمت خرائط مُتعددة وربما ، لنُخفي أحزاناً ودموع قد حاصرت أعيُننا من جديد .
نخفي آلامنا بإرتداءنا للأقنعة في في كل صباح ونبدأ بالإستعداد ليوم جديد ومحاربة جديدة ، راسمين على وجوهنا من خلال الأقنعة إبتسامة عريضة زائفة ، ولمعة في العينين يظنونها من فرط السعادة .
وحين يبدأ المساء بالحلول وتبدأ الوحدة بمحاصرة قلبك وفراشك وغرفتك ، يبدأ القناع بخلع نفسه بنفسه ؛ هارباً منك كما هرب الآخرون ، وكأنه يقول لا أستطيع البقاء أنا آيضاً ، يفُر هارباً تاركاً وجهك الذي ملأته خرائط التعب يتنفس عن كونه مزيفاً .
"الأقنعة ليست للوجوه المتعددة كما تظنون، فنحن نخفي أحزاننا لنقف بجانبكم بإحزانكم "
رهف زيادة
مشاركة من Rähäf Zyädëh
، من كتاب