فيض الخاطر - الجزء الأول > اقتباسات من كتاب فيض الخاطر - الجزء الأول > اقتباس

وليس يشترط في إجادة الكاتب أن يطرق موضوعًا جديدًا لم يسبق إليه، بل كل موضوع صالح لأن يَكْتُب فيه ولو تداولته أقلام الكُتّاب من قبل، فمن مبدإ خلق الإنسان وهو يحب، ومن مبدإ خلق الأدب والحب موضوع للأدب، ومع هذا لم تنفذ مادته، ولا يزال الشعر والنثر والغناء والتصوير تستقى من منابعه، وتكرر أناشيده؛ ولكن لا يُعَد الكاتب في الموضوع المعاد مجيدًا إلا إذا أتى بجديد غاية الأمر أنه لا يشترط جدة الفكر، بل يكفي في ذلك جدة العرض. وأكثر الأدب من هذا القبيل أفكار مألوفة وآراء معروفة؛ ولكن الأديب يستطيع أن يصوغها صياغة جديدة حتى يخيل للقارىء من جودة الصياغة أنها جديدة الفكرة؛ بل إن الكاتب إذا كثرت آراؤه الجديدة خرج عن أن يعد أديبًا شعبيًّا أو أديب أمة، وصار أديبًا للخاصة لا يقوّم إلا في أوساط قليلة.

مشاركة من Wafa Bahri ، من كتاب

فيض الخاطر - الجزء الأول

هذا الاقتباس من كتاب

فيض الخاطر - الجزء الأول - أحمد أمين

فيض الخاطر - الجزء الأول

تأليف (تأليف) 4.4
تحميل الكتاب مجّانًا