ذكر أن رجلاً أتى الفرزدق فقال: إني قلتُ شعراً فانظره، قال أنشد: فقال:
ومنهم عُمر المحمودُ نائلهُ ** كأنما راسه طينُ الخواتيم
قال: فضحك الفرزدق، ثم قال: يا ابن أخي، إن للشعر شَيْطانَيْن يُدعى أحدهما الهَوْبر والآخر الهَوْجل؛ فمن انفرد به الهوبر جاد شعره وصح كلامه، ومن انفرد به الهوجل فَسدَ شعره؛ وإنهما قد اجتمعا لك في هذا البيت، فكان معك الهوبر في اوله فأجدتَ، وخالطك الهوجل في آخره فأفسدت؛ وإنَّ الشعر كان جَمَلاً بازلاً عظيماً فَنُحِر فجاء امروؤ القيس فأخذ راسه، وعمر بن كلثوم سنامه، وزهير كاهله، والأعشى والنابغة فخذيه، وطرفة ولبيد كِرْكَرته، ولم يبقى إلا الذراع والبطن، فتوزعناهما بيننا، فقال الجزار: يا هؤلاء لم يبق إلا الفَرث والدم، فأْمروا لي بهما. فقلنا هما لك؛ فاخذ ذلك الجزارُ وطبخه، ثم أكله، ثم خَرِئهُ، فشعرك من خرء ذلك الجزار. فقال الفتى: فلا اقول بعده شعراً ابداً.
جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام 1/ 2 > اقتباسات من كتاب جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام 1/ 2 > اقتباس
مشاركة من khaled suleiman
، من كتاب