الجزائر الرعب المقدس > اقتباسات من كتاب الجزائر الرعب المقدس > اقتباس

لئن بدأ تاريخ الإسلاموية الاعتراضية في القبٌة، مع الشيخ سلطاني، فإن ترقيتها إلى «منتوج للاستهلاك الجماهيري» قام بها شبان قادمون من أحياء الضواحي: حي البدر، باش جراح، وادي أوشايح. في هذه الضواحي، سيتطوع مناضلو القضية الإسلاموية، الذين سيشكلون لاحقا القاعدة الاجتماعية للجبهة الإسلامية للإنقاذ. إن شبان القبٌة الذين خلعوا، منذ الثمانينات، جينزاتهم وارتدوا «قميصا طاهرا»، إنما كانوا يتحدرون، في أغلبيتهم، من الطبقة المتوسطة والبورجوازية الصغيرة التي كانت تمثل سنة 1977، 38% من مجمل سكان الولاية. ونظرا لوضعهم الاجتماعي، الأقرب إلى البورجوازية منه إلى الجماهير الشعبية، لم يكن في إمكانهم موضوعيا، التحول بين عشيّة وضحاها إلى حَمَلة رايات الإسلاموية الجذرية. في المقابل، كان شبّان حي البدر، باش جراح ووادي أوشايح، إلخ، مستعدين لهذا التحوّل، نظرا لوضعهم كـ «مُستبعَدين»؛ ثانيا، بحكم تركيبتهم الاجتماعية ذات البنية العامية (طبقة عمالية شابة، بروليتاريا متخلّفة وبروليتاريا رثّة). في هذه الأحياء الطرفية، الناشئة من النزوح الريفي ومن الإفقار، ستنمو حركة حساسة للشبيبة المتعطلة، التي يقودها «مثقفون ذوو نزعات بروليتارية»، دعاة شبان، سيغدو معظمهم أعضاء في قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

(....)

بات كل شيء ممكنا وأخذ الإسلاميون يستقوون ويتظاهرون بالعنف أحيانا. في سيدي بلعباس، هاجم أمن الولاية مئات من الإسلامويين الغاضبين لاعتقال واحد منهم. كانت المرة الأولى التي يصطدم فيها الإسلامويون اصطداما مباشرا بالشرطة. في باتنة، في تبسة، واجهوا رجال الشرطة وهم مسلحون ببنادق صيد. وفي الأغواط، كانت الصّدمة متعمّدة. ففي 28/3/1978، إثر توقيف أحد المدبّرين الأساسيين للحركة في هذه المدينة الجنوبية، لاذ الإسلامويون بجامع المدينة، بعدما هاجموا مقر الشرطة وخرّبوا مقر جبهة التحرير الوطني. ولم تتمكن الشرطة من إخراجهم إلّا بعد قتال تلاحمي وسقوط قتيل وعدّة جرحى.

مشاركة من Lamine Gharbi ، من كتاب

الجزائر الرعب المقدس

هذا الاقتباس من كتاب

الجزائر الرعب المقدس - لياس بوكراع

الجزائر الرعب المقدس

تأليف (تأليف) 3.5
أبلغوني عند توفره