القيادة السياسية الجديدة ستنتج بسرعة فائقة سياسة « تصفية البومدينية »، وسترتدي رداء تصفية المعارضين لتوجهها الجديد، الموجودين في أجهزة الدولة، في حزب جبهة التحرير الوطني وفي المنظمات الجماهيرية. ولأجل تحييد هذه المعارضة، تحالفت السلطة مع الإسلامويين. إن هذا الاستعمال للحركة الإسلاموية –إن كسَرَ اليسار والبربر- فهو سيعطي هذه الحركة الفرصة المناسبة والوسائل لإرساء نفوذها في الجامعة. هكذا، صارت الجامعة قوة مرهوبة الجانب، ستغذّي الحراك الإسلاموي وستمنحها فرصة الإفادة سياسيا من مطلب التعريب العام الذي وطّده الطلاب المستعربون إبّان إضراب تشرين الثاني/نوفمبر 1982. على سبيل التنازل للإسلامويين، شدّد النظام أسلمة السلطة (المؤتمر الثامن عشر للفكر الإسلامي، تموز/جويلية 1984، المخصص لـ«صحوة الإسلام»؛ وصدر في آب/أوت 1984، قرار إنشاء جامعة «الأمير عبد القادر» للعلوم الإسلامية، التي تولّى رئاستها محمد الغزالي، منظّر حركة الإخوان المسلمين المصرية؛ وفي العام نفسه أدّى رئيس الدولة فريضة الحج في مكة، وسط استعراض كبير)
مشاركة من Lamine Gharbi
، من كتاب