اعتبارا من 1971، تاريخ إقرار «ميثاق الثورة الزراعية» ستُظهر الحركة الإسلاموية، سرا، معارضتها السياسية لنظام بومدين. عندئذ أقام الإسلامويون جسرا مع كبار ملّاكي الأراضي، الغائبين والمنتدبين. سيعلنون معارضتهم «الثورة الزراعية» بمناشير وأسطوانات سمعية و«فتاوى» كان أشهرها، آنذاك، يعلن تحريم الصلاة على أرض مؤمّمة. إن هذا التحالف دفع بالإسلامويين إلى الصف الأول من حركة رفض السلطة القائمة. والحال، في غياب قوى معارضة قادرة على التعبير عن مصالح الجماعات المتضرّرة من التوجّه الاشتراكي للحكم (كبار الملاكين العقاريين، كبار التجار، بعض شرائح الرأسمال الخاص، إلخ) والدفاع عنها، فإن هذه المجموعات اتّجهت بشكل طبيعي نحو الحركة الإسلاموية التي قدّموا لها مساعدات مادّية ومالية مهمة. ومن جهتها، انتقلت الحركة الإسلاموية إلى المطالبة السياسية، مُدرجة في سجلها الإيديولوجي، انتقاد الاشتراكية. في هذه المرحلة، سيظهر عبد اللطيف سلطاني بوصفه أحد أبرز المتهجمين على الاشتراكية، من خلال سلسلة مواعظ وخطب جُمعت في كتاب: المزدكية هي أصل الاشتراكية، الذي صدر في المغرب.
مشاركة من Lamine Gharbi
، من كتاب