الحركة الإسلامية المسلحة، أول تنظيم إسلاموي جزائري مسلح، أنشأه مصطفى بويعلي، وهو مجاهد قديم، انضمّ إلى صفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957، وهو في السابعة عشر من عمره. اعتقل سنة 1958 وأطلق سراحه بعد عامين (...) غداة الاستقلال، سنة 1963، شارك في بؤرة جبهة القوى الاشتراكية المسلحة. ثم انتسب إلى جبهة التحرير الوطني وصار منسقا لاتحاد الجبهة في الشراقة. أبعدته قيادة جبهة التحرير من منصبه (...) أنشأ لجنة جامع، إلى أن ظهر عبد الهادي. الواقع أن الأمر كله بدأ سنة 1978، مع وصول هذا الشاب المتحدّر من الجنوب الجزائري إلى مسجد العاشور الصغير. يقول أولئك الذين عرفوه إنه ولد في تونس، من أب جزائري وأم مصرية. كان مصطفى بويعلي، آنذاك، رئيس لجنة المسجد، فدعاه إلى إلقاء المواعظ. وكان قد أغواه هذا الإمام الشاب بمواهبه الخطابية، وخصوصا بانتقاداته الحادة للدولة.
عبد الهادي، إسمه الحقيقي دودي محمد، لم يكن في الواقع سوى شاب كان يؤدي خدمته العسكرية في ثكنة قريبة من جامع الأرقم في شاتونيف. هناك كان يذهب في المساء لاستماع خطب عباسي مدني، لكنه، منذ أن أتيحت له فرصة الكلام، أظهر موهبة خطابية لا تنكر، وأقداما كبيرا. وسرعان ما صار داعيا شعبيا. ولما دعته مساجد المنطقة، اختار الإقامة في مسجد العاشور. كان ذلك منعطفا كبيرا في حياة بويعلي (...) كان يتجاوب أكثر مع مزاجه وكرهه الشديد للنظام. بعد سفر هذا الأمام الشاب إلى فرنسا سنة 1980، خلفه على رأس مسجد العاشور.
(...)
من خلال ب. جعفر الذي كان يعرف بويعلي، قدّم له منصوري ملياني ملاذا في منطقة الأربعاء (البليدة). ومن هناك أخذت الحوادث تتسلسل ببعضها، وفقا لمنطق ترابط الأحداث الذي سيفضي إلى إنشاء الحركة الإسلامية المسلحة التي ستجعل من أهدافها إقامة دولة إسلامية بالقوة.
(...)
هاجمت الحركة الإسلامية المسلحة مدرسة الشرطة القريبة من صومعة، الواقعة على بعد كيلومترات من بوفاريك، في ولاية البليدة، ليلة 26-27 آب/أوت 1985، عشية عيد الفطر (...) على رأس مجموعة من 16 شخصا، كان في عدادهم منصوري ملياني، عبد القادر شبوطي وعبد الرحمان حطّاب، الذين سيكونون وراء إنشاء المجموعات الإسلاموية المسلحة في التسعينات، قام بويعلي بمهاجمة المدرسة (...) خلال الهجوم قتل شرطي.
مشاركة من Lamine Gharbi
، من كتاب