في تلك الليلة منذ أكثر من شهر...
كما في كل ليلة، جلسنا في مقهى التروبيكانا..
كما في كل ليلة ،قال لي: "أحبك" فضحكت لأنني لم أجد جواباً أكثر سخفاً أقوله!
كما في كل ليلة انطوى على ذاته وقد جرحه استخفافي وبدأ يجول بعينيه في المقهى بحثاً عن أي صديق يغرق معه في حديث سياسي عن بلده ، الذي غادره وزيراً متمرداً، مصمماً على العودة إليه وزيراً منتصراً.
ولكنه، عاماً بعد عام، أدرك أن مدينته التي غادرها لم تعد هناك. والرفاق بيع منهم من بيع، وتشتت من تشتت، وتبدل من تبدل..
لقد استطعت إدراك ذلك كله من أحاديثه مع رفاقه، ولكنني لم أشعر أبداً بأية رغبة في سؤاله عن التفاصيل، أو حتى عن اسم مدينته – كنت أعرف أنها لا بدّ من أن تكون، واحدة منهن، عربية!
عاد يكرر: أحبك...
ليل الغرباء > اقتباسات من كتاب ليل الغرباء > اقتباس
مشاركة من تاجن محمد الحاج
، من كتاب