سرح دماغي مع الراديو، شيء مليح والله يا بوي، مليح قوي قوي، هذا الشيء المسمى بالراديو، يصدح بالغناء والكلام والموسيقى والقرآن والتشخيص والمسخة وكل شيء، قال الرسول عليه الصلاة وأتم السلام: من علامات الساعة أن ينطق الحديد وها هو ذا الحديد قد نطق وملأ الدنيا زيطة وزمبليطة ولم تقم الساعة بعد فمتى تقوم القيامة؟ وما المقصود بهذه الساعة يا بوي؟ إنها ساعة القيامة بالطبع يا خال، وما القيامة يا خال؟ ما القيامة التي ينتظر أن تحدث ويكون نطق الحديد علامة من علاماتها؟ عقلي يحدثني يا بوي إنها قيامة الخلق! يقومون ليفعلوا شيئًا كبيرًا يا خال! يقلبون الدنيا مثلًا فيجعلون أعاليها أسافلها لتتنفس الخلق طال انكتام أنفاسهم وليجرب آخرون انكتام الأنفاس؟! وأن من يكتم أنفاس الخلق يقوم الخلق عليه ذات يوم فيفكوا قيود السجن عن الهواء الذي استلبه فيمرح الهواء في فراغاته الحميمة يعانق الخلق، ينبت الزرع، ترقص فروع الشجر، تتبختر الأنفاس تنزل غيثًا يهمي على الخلق بالحياة!! في ظني يا بوي أن الرسول عليه السلام قد صدق وأن القيامة سوف تقوم حتمًا حتمًا قسمًا عظمًا لكن حين يؤون الأوان لينطق الحديد - هذا الحديد الناطق - بكلمة السر الحقيقية! التي لست أعرفها بالضبط يا بوي!
ثلاثية الأمالي لأبي علي حسن ولد خالي - أولنا ولد > اقتباسات من رواية ثلاثية الأمالي لأبي علي حسن ولد خالي - أولنا ولد > اقتباس
مشاركة من Alshiii
، من كتاب