كنت في المغيسل أغتنم فسحة من الوقت بلا جثث وأقرأ في كتاب عن أساطير الخلق الرافدينية حين سمعت على الراديو أنّ انتحارياً فجّر نفسه في شارع المتنبي ... لكن المتنبي كان شارعاً محبباً. أهرب إليه دائماً لاصطاد كتاباً هنا أو هناك كي يؤانسني في غربتي ووحشتي.... لماذا الكتب وأهلها الذين لا يجني معظمهم من الدنيا إلاّ الخسارات؟ .... في المساء عرضت الفضائيات المشاهد التي اعتدناها بعد كل هجوم. برك من لادم، أشلاء، أحذية ونعل مبعثرة، أنقاض، دخان... لكن هذه المرة كانت أشلاء الكتب والأوراق الملطخة بالدم والسخام هى الأخرى تنتظر من يحملها ويدفنها
مشاركة من Aber Sabiil
، من كتاب