كان القانون والعرفُ في مدينة الحرجف يقضي بقطع رأس كل من ثبُتَ عليه الخيانة، غير أن القبائل لا تقبلُ أن يُقتل أحد أبنائها دون مُحاكمةٍ وجلسة قضاءٍ بمجلس الحرجف؛ إلا إن كانت المدينة في حالة حرب، وحتى مع ذلك لا يؤتمنُ تمرّد أبناء القبائل على ذلك العُرف. والمعضلة الراهنة كانت في أن التعامل مع الوباص لا يُعدّ خيانةً، على اعتباره ملكاً وحليفاً وليس عدواً، وذلك ما على زيد أن يُفكر به ويمكر لأجله، وقد وثق الجاسم والموجودين بخطّته، خصوصاً أنّ الفتنة تشتعلُ في المدينة وشيحان في سجونهم. وبالفعل خرج الحاضرين إلى قبائلهم ليجمعوهم، وانطلق الحراس يطوفون المدينة ويدعون لانعقاد مجلس الحرب. ولم تمضِ ساعةٌ حتى كان أهل المدينة كخلية النحل يٌحيطون بساحة الحرجف، وسادة القبائل يشُقّون الصفوف والحُضور فيدخلون الساحة ويتوسطونها.
الوبّاص > اقتباسات من رواية الوبّاص > اقتباس
مشاركة من Tamer Habashneh
، من كتاب