على كل ذي رأي أن يفهم هذه الحقيقة قبل أ يبدأ بالدعوة إلى رأيه. يجب عليه أن يعلم سلفا بأن هناك جماعة سوف لا ترضى عنه وستشن عليه حملة شعواء. وهو غير قادر أن يقنع تلك الجماعة بصحة رأيه حتى ولو جاء لها بالبرهان المحسوس الملموس. إن زاويتها تختلف عن زاويته، ولهذا وجب عليه أن يتوقع معارضتها له على كل حال. ولكنه يستطيع أن ينتظر العون من أولئك المتفرجين الواقفين بعيدا والذين ينظرون في الرأي من غير أن يعيروا اهتماما إلى صاحب الرأي. فإذا تمكن من إقناعهم ومن جذبهم إلى جانبه تم له ما يريد.
مشاركة من محمد الجدّاوي
، من كتاب