لَقَدْ وَضَعَكَ حُسْنُكِ فِي طَرِيقَيْ مَوْضِعِ البَدْرِ
يُرَى وَيُحِبُّ ..
وَلَا تَنَالُهُ يَدٌ وَلَا تَعَلَّقَ بِنُورِهِ ظُلْمَةِ نَفْسٍ, لَكِنَّ كِبْرِيَاءَكَ نَصَّبَتْكِ نصبة الجَبَلُ الشَّامِخُ كَأَنَّهُ مَا خَلَقَ ذَلِكَ الخَلْقَ المنتثر الوَعْرُ إِلَّا لِتَدُقَّ بِهِ قُلُوبَ المِصْعَدَيْنِ فِيهُ, وَتَهْتَزُّ أَجْرَاسُهَا اِهْتِزَازًا عَنِيفًا مُتَّصِلًا فِي حِبَالِ الأَنْفَاسِ وَالزَّفَرَاتِ, كُونِي مِنْ شِئْتُ أَوْ مَا شِئْتُ; خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صَدْرِكَ أَوْ مِمَّا يَكْبُرُ فِي صَدْرِي, كُونِي ثَلَاثًا مِنْ النِّسَاءِ كَمَا قِلَّتَ أَوْ ثَلَاثَةٌ مِنْ المَلَائِكَةِ, وَلَكِنَّ لَا تَكُونِي ثَلَاثَةَ آلَامٍ, اِنْفَحِي نَفَحَ العِطْرُ الَّذِي يَلْمُسُ بِالرُّوحِ وَأَظْهِرِي مَظْهَرَ الضَّوْءِ الَّذِي يَلْمُسُ بِالعَيْنِ, وَلَكِنَّ دَعِينِي فِي جَوِّكَ. وَفِي نُورِكَ, اِصْعَدِي إِلَى سَمَائِكَ العَالِيَةُ وَلَكِنَّ اِلْبَسِينِي قَبْلَ ذَلِكَ جَنَاحَيْنِ, كَوْنِيٌّ مَا أَرَادَتْ نَفْسُكَ وَلَكِنَّ أَشْعَرِيُّ نَفْسِكَ هَذِهِ أَنَّي إِنْسَانٌ.
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب > اقتباسات من كتاب رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب > اقتباس
مشاركة من SUMOU
، من كتاب