رَأَيْتُهَا مَرَّةً فِي مَرَّاتِهَا وَكَانَتْ قَدْ وَقَفَتْ إِلَيْهَا تُسَوِّي خُصْلَةً مِنْ شَعْرِهَا الأَسْوَدُ الفَاحِمُ المُتَدَلِّي عَنَاقِيدِ عَنَاقِيدَ, وَلَمْ يَكُنْ بِهَا ذَلِكَ كَمَا عَلِمْتِ بَعْدُ; وَإِنَّمَا أَرَادَتْ أَنْ تُطِيلَ نَظَرَهَا فِيَّ مِنْ حَيْثُ لَا أَسْتَطِيعَ أَنْ أَقُولَ إِنَّهَا هِيَ الَّتِي تَنْظُرُ; فَإِنَّ ذَلِكَ الَّذِي يَنْظُرُ كَانَ خَيَّالُهَا... فِلْمًا اِنْتَصَبْتُ إِلَى المِرْآةِ خَيَّلَ إِلَيَّ أَنَّي أَرَى مُلْكًا مِنْ المَلَائِكَةِ قَدْ تَمَثَّلَ فِي هَيْئَتِهَا وَأَقْبَلَ يَمْشِي فِي سَحَابَةٍ قَائِمَةٌ مِنْ الضَّوْءِ; أَوْ أَنَّ يَدَ اللّةٍ فِي لَمَحَ النَّظْرَةَ قَدْ رَسَمْتِ هَذَا الجَمَالَ عَلَى تِلْكَ الصَّحِيفَةِ يَتَمَوَّجُ فِي أَلْوَانِهِ الزَّاهِيَةُ; أَوْ هِيَ قَدْ أَرَادَتْ أَنْ تَبْعَثَ إِلَيَّ بِكِتَابٍ يَحْتَوِيهَا كُلُّهَا, وَلَا يَكُونُ فِي يَدَيْ مِنْهُ شَيْءٌ فَأَرَتْنِي مِرْآتُهَا.
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب > اقتباسات من كتاب رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب > اقتباس
مشاركة من SUMOU
، من كتاب