أُرِيدُ أَنْ أَبْكِيَ بُكَائِي الطَّبِيعِيُّ أَيُّهَا القَمَرَ, لِأَنَّهُ يُخَيِّلُ إِلَيَّ أَنَّ حَقَائِقَ كَثِيرَةً تَغْتَسِلُ بِدُمُوعِي; وَإِنَّي لَا أَكُونُ فِي حَاسَّةٍ إِلَى البُكَاءِ إِلَى حِينِ تَكَوُّنٍ هِيَ فِي حَاجَةٍ إِلَى الدُّمُوعِ, وَلَقَدْ شَعَرَتْ مِرَارًا بِحَرَكَةِ عَقْلَيْ فِي تَصَفُّحِ الأَسْفَارِ, وَاِضْطِرَابُ نَفْسِي فِي مَتَاحِفِ الآثَارِ, وَاِخْتِلَاجٌ قَلْبِيٌّ فِي مَعَابِدِ الطَّبِيعَةِ الَّتِي قَامَتْ الجِبَالَ فِي بِنَائِهَا لِأَنَّهَا أَحْجَارٌ; فَمَا أَفَدْتُ مِنْ كُلٍّ ذَلِكَ مَا أَفَدْتُهُ مِنْ دَمْعَةٍ تَفُورُ فِي صبيبها كَأَنَهَا رُوحُ عَاشِقٍ يُطَارِدُهَا المَوْتُ بَيْنَ يَدَيْ حَبِيبِهَا فَإِنْ فِي هَذِهِ الدَّمْعَةِ ثَوَابُ كُلِّ آلَامِي, وَيَقْظَةُ كُلِّ الحَقَائِقِ مِنْ أَحْلَامِي.
حديث القمر > اقتباسات من كتاب حديث القمر > اقتباس
مشاركة من SUMOU
، من كتاب