أَيُّهَا القَمَرَ! أَيُّهَا القَمَرَ! لَيْسَ شَيْءٌ أَقْوَى مِنْ الحَقِّ, وَلَكِنَّ الشَّرِيعَةُ فِي يَدِ الظَّالِمِ تَجْعَلُ البَاطِلَ أَقْوَى مِنْهُ, وَلَيْسَ شَيْءٌ أَعْنَفَ مِنْ البُغْضِ, وَلَكِنَّ الجَمَالُ الَّذِي يَتَوَلَّاهُ اصطلاح النَّاسُ يَجْعَلُ الحُبَّ أَقْسَى مِنْهُ. فَبِاللهِ كَمْ تَحْلُمُ قُوَّةُ الإِنْسَانِ بِالحُرِّيَّةِ وَكَمْ يَحْلُمُ شَبَابُهُ بِالحُبِّ ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ الإِنْسَانُ لطالعة مِنْ الحَوَادِثِ فَلَا يَجِدُ مِنْ نَفْسِهُ وَقَلْبِهِ إِلَّا مَا يَحُدُّهُ وَيَصِفُهُ أَهِّلْ التَّشْرِيعَ وَأَهِّلْ التَّشْرِيحَ, وَتَغِيبُ تِلْكَ الأَحْلَامُ الإِلَهِيَّةُ كُلُّهَا بِغِيَابِ الوَجْهِ الجَمِيلِ الَّذِي بَعَثَ فِيهُ القُوَّةَ مِنْ عَيْنَيْهِ وَالشَّبَابَ مِنْ فَمِهِ, كَمَا تُغَيِّبُ الآنَ كُلُّ أَحْلَامٍ السُّعَدَاءُ مَعَكَ أَيُّهَا القَمَرَ بَعْدَ أَنْ طَلَعَ عَلَيْهَا الصُّبْحَ كَأَنَّهُ أَشِعَّةُ الحَيَاةِ الَّتِي جَمْعُهَا اللَّيْلُ مِنْ أَعْيُنٍ النَّائِمِينَ!
حديث القمر > اقتباسات من كتاب حديث القمر > اقتباس
مشاركة من SUMOU
، من كتاب