لعله قد أتضحت الآن بعض السمات الرئيسية للمذهب الشيعي عامة وللشيعة الإيرانية خاصة . فبداية نجد لديهم ذلك الارتباط العضوي بالتقاليد الثورية الإسلامية أي بعنصر العدالة الاجتماعية في تعاليم الرسول والسعي نحو تحقيقها حتى لو أدى ذلك إلى معارضة السلطة السياسية، وثانيا وهناط أيضا تبني قضية علي وأسرته كأئمة، أي مفسرين وشفعاء عند الله . وقد وصلت هذه العملية إلى حد أنهم صنعوا صورة أسطورية لعلي يبدوا فيها واحداً من أبطال الفرس قبل الإسلام، بل وأكسبوه بعض صفات البطل رستم. ثالثاً، هناك ما يسمى أحيانا بعقدة كربلاء. الاستغراق في فكر الاستشهاد، باعتباره قدر يباركه الله ويجزي صاحبه أكبر الثواب. اقتداء بالمثل الذي ضربه الحسين. رابعاً، هناك العملية المستمرة للتفسير، التي يقوم بها الأفراد المؤهلون لها ، في غيبة الإمام الحقيقي. واخيراً، هناك ميراث الاضطهاد، الذي لم يؤد إلى الإستياء العنيف من أي تدخل أو سيطرة أجنبية فحسب، بل أدى بهم أيضا إلى قبول التظاهر بالقبول (التقية) كشكل ضروري للحماية ضد البشر. فحينما يتهم الأجانب الإيرانيين بأنهم أمة مخادعة، فتفسير ذلك، أنهم، ربما وبغير وعي منهم يصطدمون بمدأ (التقية) في التطبيق. لكن يجب الإشارة هنا إلى أن الخميني قد أعلن أن الإيرايين قد وصلوا إلى مرحلة النضوج والإستقلال، تجعل هذا المبدأ الذي كثيرا ما أساؤوا تطبيقه في الماضي لا لزوم له على الإطلاق.
مشاركة من نزار الدويك
، من كتاب