'' كنت أردد ذكر الله بأسمائه الكثيرة فأغادر الزنزانة ولا أشعر بقدمي تدوسان الأرض . أنأى عن كل شيء حتى لا أرى من جسدي إلا غشاءه الشفيف . أكون عارياً ، لا ما أستره ، ولا ما أظهره . ومن كنف تلك العتمات يتبدى لي الحق بنوره الساطع . لا أكون شيئاً . حبة حنطة في مطحنة هائلة تدور على مهل ، وتسحقنا واحداً تلو الآخر . فتعاودني سورة النور وأسمعني مردداً{... ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نور فما له من نور }
تأملت وأدركت .. ربما أتخيله .
لكني أقنع نفسي بأني أبصره .
كان الصمت درباً .. سبيلاً أذكره لكي أرجع إلى ذاتي .
كنت الصمت . أحتفي به في ذلك المنعزل الضيق الذي تفوح منه رائحة العفن .
وبعد هنيهات من الصفاء التام ، أسقط مجدداً في المطحنة التي تدور وئيداً .''
مشاركة من Zahia Louglaithi
، من كتاب