القبول بأنني لا أنتمي لأحد ولا لشيء ولا ثمّة شيء ينتمي إليّ قلّل هذا من شأني وجعله مثل شأن شبح ما. هذه يجب أن تكون الوحدة التي تكلمنا وقرأنا عنها كثيرا دون أن نصل حتى إلى معرفة ماذا كانت أبعادها الأخلاقية. حسنا؛ الوحدة كانت هذا : أن تجد نفسك فجأة في العالم كما لو أنك قد انتهيت لتوك من المجيء من كوكب آخر لا تعرف لماذا طردت منه، سمحوا لك بإحضار شيئين يجب أن تحملهما على عاتقك كلعنة ما حتى تجد مكانا تصلح فيه حياتك انطلاقا من تلك الأشياء والذاكرة المشوشة عن العالم الذي أتيت منه. الوحدة هي عملية بتر ما غير مرئية ولكنها فعّالة جدا كما لو كانوا ينزعون عنك البصر والسمع هكذا هو الأمر، في معزل عن كل الحواس الخارجية وعن كل نقاط الصِّلة وفقط مع اللمس والذاكرة يتوجب عليك أن تعيد بناء العالم، العالم الذي يجب أن تسكنه والذي يسكنك
مشاركة من arwa
، من كتاب