نداءات الدنيا لم تعد ذات إغراء ٍ كما كانت من قبل، ليس أشق على قلبه ونفسه من أن يلقى أناسا لم تصلهم معاناته وآلامه، ليس من السهل عليه أن يصحب نفسه وآلامه ويحادثها محادثة الصديق لصديقه، ومع انعدام الصحبة تصير النفس قِبلة يحدوها أمثاله من المتوحدين.
من وحدته يخرج وبوحدته يواجه الحياة، يرى الدنيا من نافذتين مضيئتين؛ "سيد" و "نُهى"، اختزل الرجال في الأول واختزلت النساء في الثانية، في السماء يرى أسراب النجوم قلقة محيرة تزعجها أصوات الصخب والجلبة التي يحدثها رواد المولد، المريدون جاءوا ليرتزقوا َّ وليعرضوا بضائعهم لمن يرغب العودة إلى أهله محمَّلا بأطيب الأطعمة، وشتى أنواع الحلوى.
ليس لديه زوجه تقلق عليه، ولا أبناء ينتظرون عودته، قلبه وحده الذي ينتظر الأمل، نداءات الباعة، صوت اصطخابهم، صياح أول ليلة من ليالي السيد، ما زالت الحناجر في قوتها لم تضعف بعد، لم تسهرالعيون لليال ٍ متواصلة، لم تتوسد الأجساد الأرصفة، وأسفل الجدران، أول ليلة من ليالي السيد كل شيء ما زال جديدًا، غضًا لم تنله أيدي الآثمين
ليالي السيد > اقتباسات من رواية ليالي السيد > اقتباس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب